25‏/04‏/2010

حكاية شعب

لما كنت بسافر راس سدر علشان اصيف  ... وبالرغم من ان سنى كان يدوب سبع تمن سنين ...، كنت ببقى عارفة انى على بعد كيلومترات قليلة من اماكن عظيمة اوى كان مجرد التفكير فيها بيخلى جسمى كله يقشعر ...وانا خايفة انى اكون مستحقش انى امشى على ارض مشيوا فيها رجالة بجد ثابتيين ...




ولما كان قبل يوم 6 اكتوبر 25 ابريل و19 مارس كل سنة وانا فى المدرسة بحس الدنيا بتتقلب ... بنغنى فى الطابور اغانى الحرب والنصر ... وكل المدرسيين يدخلوا واكنهم نسيوا الدروس مبيحكوش لينا اى حكاية الا حكايات الحرب والشهدا  واكنهم بيفكرونا فى كل لحظة ان احنا غاليين ومكاننا غالى اتكلف كتير ...
وفى حصة الرسم المدرسة تطلب مننا رسم عن يوم 25 ابريل وافضل متنحة قدام الاسكتش ...مش عارفة ارسم ايه ؟؟... حقيقى مكنتش ببقى عارفة ارسم ايه ؟؟؟....
لو جه فى بالى صورة لحمامة سلام بفتكر قبليها جيوش بتعبر خط برليف ...حماسهم وخشونتهم ... مش مهزوزين ... يمكن احساسهم العالى ده بيخلينى احس انى لازم ارسم النكسة والهزيمة ابطالها اللى ماتوا غدر  وخلوا احساس الجنود بعديهم اعلى ... ارسم رسمة عنوانها:"احنا عايزين ننتصر "...


وليه  كنت اقلب التليفزيون اول ما يشتغل فيلم الرصاصة لا تزال فى جيبى  وانا شايفاه كئيب... واجيب  فيلم اعدام ميت وانا عاجبنى منصور التقليد اللى بيخدع ابو جودة الريس الكبير بمنتهى البساطة ...
ليه دلوقتى بيشدنى فيلم الرصاصة لا تزال فى جيبى وشايفاه فيلم عظيم مش كئيب ...
 او يمكن اكون انا مليت قصة الحب اللى ملهاش نهاية سعيدة بين ليلى علوى ومحمود عبد العزيز 
:D :D
ولا عشان انا نفسى اسمع معاناة ناس حقيقين فى الوقت ده ....
ليه بعد ما كنت بحب اغنى صورة وانا حاسة بيها باللمة بتاعة صوت حليم ... مبقتش استمتع الا بحكاية شعب ...واغنى معاهم بصوت عالى :"انتصرنا انتصرنا انتصرنا ..."


وليه دلوقتى جسمى كله قشعر وانا عمالة افتكر ضربة المعلم - جمال عبد الناصر مش حسن شحاتة على فكرة -


المعاناة...


الحرب ....

 التحدى ...

الرجولة ...

 الاصرار ... 




كلها حكاية شعب ...


بخاف مكنش قد ان يتقال عليا منه ...

 اخاف اكون مستحقش انى اكون مصرية ...

واخاف عليكى يا بلادى ان يكون من ولادك ....

اللى ميستحقش انه يكون مصرى ....








يارب احفظها واحميها... وقوينا اننا نعليها 


اللهم امين 
:)

19‏/04‏/2010

صديق قديم


ألمحه من بعيد ... فتصدم عيناى بعيناه ... يهرب بهما سريعا وكأنه لم يرانى ..... يسرع خطواته.... فابتعد بعيناى انا الاخرى وانا اشعر بمرارة كبيرة:"أيهرب منى ؟!!!"...
وبتلقائية اجدنى اعدل من وضع ظهرى وارفع رأسى لأعلى، تلك "أنا" التى اعرفها فأنا اتماسك بالتعالى امام انكسارى .
تحاول عيناى الوصول إليه بين الجموع فأعيدها مرة اخرى لتنشغل بقراءة اللافتات !!!
أصمم ان تتباطىء خطواتى حتى لا اصطدم به بطريقى مرة اخرى رافضة ان ادخل فى سباق سرعة تافه مع خطواته !!!
 كم كان يأسرنى بالماضى ان اجده امامى فاضطرب كما لم افعل من قبل ، فتتلعثم كلماتى وتعلن دقات قلبى العاشقة ثوراتها ...، كم كنت اترك عيناى تحدق به طويلا عللها تحفظ ذلك الوجه الذى لم اقابل فى مثل تناسقه ابدا .
وكم كرهتها وهى تصر على التحديق به يومها وهو يعلنها صراحة :"لم يعد لك مكان يحياتى ... سأبتعد ولتبتعدى وليتخذ كل منا طريقه " لم استطع ان اتركهها تستمر فى التحديق به وانا أرى قسوة تلك الملامح ... وكأنه اللقاء الاول بينى وبين ذلك الوجه !!!
اشتم عطره حولى ... فأظننى شردت بافكارى بعيدا ..... ينفذ العطر اكثر واكثر داخل انفى .... لم يعد لدى ادنى شك فى انه هو من يمر بجوارى .... يوجه نظره اليّ وهو يتساءل مبتسما:"انت ؟"...،  فأبادله سؤاله :"انت ؟"...!!!
يضحك وهو يصف كم كان مترددا فى القاء التحية على فأبتسم ابتسامة رضا تعلن صفحى عن خطأوه هذا ...،ثم اسرع بسؤاله عن حبيبته ...، يتنفس الصعداء - وكأنه لم يتوقع سؤالى هذا بتلك البساطة - فيضحك وهو يجيبنى ........ يسألنى عن حالى فأجيبه ....... انتقل ببراعة من موضوع الى الآخر فلم يعد لتلعثمى معه اى مجال .
انتهى حديثنا بانتهاء الطريق ... كانت المرة الاولى التى احدثه دون ان تتسمر عيناى امام وجهه ...، بل كانت المرة الاولى الذى يتواجد فيها الى جوارى دون ان يصدر قلبى دقاته المتسارعة ...
واكتشفت  سريعا سر تلك التغييرات ....
 انها المرة الاولى التى احدثه فيها دون ان اشعر باشياء كنت اشعر بها منذ سنوات .....، وكأنه اعلان استقلال قلبى من استعمار مشاعرى ..... ، فانا لم اعد اشعر به سوى كـ"صديق قديم " ....


11‏/04‏/2010

مدينة الملائكة

ربما كنت كما يقولون منذ شهور هذا "الملاك" الذى يرتدى عبائته البيضاء ترفرف جناحاه كلما رأى انسان فهو يسعى لمزيد من التواصل الانسانى الذى يعشقه فيفتح عيونه المتلألأة على وجوه اشخاص من حوله فكم يعشق مفردات الوجوه وتكويناتها التى تعلن عن المزيد من الخبايا البشرية .
وكلما اكتشف المزيد اتسعت ابتسامته فتكشف عن صف اسنانه اللامع وكأنه يعلنها :"وجدتها ...وجدتها "....
لا اعلم هل هى البراءة ام السذاجة التى صورت لى اننى لن اجد امامى سوى كل ما يبهجنى ... وكأننى الهو بصندوق العاب الاطفال ، ونسيت اننى الهو بصندوق اخر تماما يختلف كل الاختلاف عن صناديق الاطفال المرحة ...
انه صندوق قاتم السواد كان يشدنى الى سواده اكثر واكثر وهو يعلن عن تلك الخدع البشرية .... اقنعة على كل الالوان : البشاشة ... الصراحة ...الايثار...الشهامة وحتى الحب ...، ومن كل لون من الاقنعة الوان والوان ...
انطفأ البريق اللامع داخل تلك العيون الزجاجية ... كيف لم الاحظ شروخ نظراتها من قبل ....وكيف انخدعت بحيل الكلمات ؟؟
اغلقت هذا الصندوق المرعب خلفى وانا اركض خوفا من ان يشوب عبائتى البيضاء بعض من سواده ...
واقسم اننى ما كنت انوى ان اعود الى تفقد الوجوه حولى مرة اخرى ... واكتفيت بمدينة الملائكة التى اقطنها ...
حتى قابلته ...
زائر كان على مدينتى دفعنى فضولى لاكتشفه !!!
 غصت بعالمه ... حيث البريق يخطف بصرى...لم اشك لحظة اين رأيت مثل هذا البريق بالسابق ؟؟؟ 
ووجدتنى اغوص واغوص وانا اظن انه فعل جاذبيته الذى يجعلنى اسافر فى عالمه السحرى ...فاسمع الحان موسيقتى المفضلة تعزفها انامله على خصلات شعرى بينما يهدهدنى بين يديه وكأنى داخل مهدى ...حتى افيق من غفوتى - القصيرة كانت ام طويلة - لا اعلم !!!
فقط يحيط بى السواد من كل اتجاه حتى دخلت لانفى رائحة اعرفها اثارت داخلى الخوف ... لا لا لست داخل هذا الصندوق المرعب مرة اخرى ...
اركض اركض فى محاولة الهرب من ذلك السواد الذى يطفى تلألأ عيناى ... حتى اخرج الى نور لم يعنى لى الكثير وقت ذلك ... فقط كنت احدق  الى عبائتى السوداء الجديدة ...وجناحاى الداكنين...
 لا اعلم هل اتسخا بفعل ارتطامى بذلك الصندوق الاسود ... وماهى الا دقائق حتى ازيل تلك البقع ؟؟؟ 
ام انها بقع لا يمكن  التخلص منها ... وستظل ملاصقة لى الى الابد !!!



04‏/04‏/2010

أختى ....:)

بدأت يومى بسماعى خبر كان سىء كفاية ليرفع درجة حرارة رأسى وظننت اننى اقوم بحفل شواء داخل تلك الرأس ...،فاقسم اننى رأيت خيوط الدخان تتصاعد من بين خصلات شعرى السوداء فتصنع غيمات رمادية تزيد من كآبة يومى هذا ....!!!
ابحث عن شىء يخفف عنى فاضع رأسى تحت المياة الباردة ،فتتسرب القطرات ساخنة على وجهى ...، اتناول اكواب واكواب من المشروبات الغازية المثلجة ...، ولا شىء يتغير ....
اقرر ان أخرج لاستمتع ببعض الهواء النقى ، فيقابلنى العبوس على وجوه الناس من حولى  فاصيح بغيظ :"ألا امل فى ان ارى الابتسامات اليوم ؟!!!!!!!!".
أتوجه فورا الى المتجر المقابل لى باحثة عنه :" كيس الشيبسى بمذاق الفلفل الحار!!" انه رفيقى دوما اثناء كآبتى ...، احتضن الكيس وانا اخرج من المتجر .
افتحه سريعا لأتذوق ذلك الطعم القوى - الذى اكرهه فى اوقاتى العادية - ولكنى الجأ اليه بأزماتى فتأخذنى قوة طعمه عن مشاكلى لبعض الوقت.
قارب الكيس على الانتهاء ومازلت الافكار تتصارع بعقلى فأجدنى اعلن استسلامى واستعد ان تنفجر رأسى بأية لحظة من شدة الالم والحرارة .
وفجأة رأيتها .... "انها اختى!! "...
 جدتنى اتأملها :"كم كانت جميلة ..." ،وارتسمت ابتسامة واسعة على وجهى وكأنها المرة الاولى التى اراها فيها فتبادلنى الابتسامة هى الاخرى كانت ابتسامة متعبة  .
أخذها من يدها :"ما رأيك ان نتناول الايس كريم ؟؟؟" تنظر الى مترددة :" ولكنى متعبة حقا... اننى بالخارج منذ السادسة صباحا .... اعدك نذهب غدا ..... ثم لماذا فى هذا الوقت تحديدا ؟؟؟"...، تلاحظ نظرة اليأس التى ارتسمت على وجهى فتستطرد فورا :"حسنا ... سأتناول نكهة الفانيليا "... واردد وانا بقمة سعادتى  :"وانا الشيكولاتة طبعا "....
اتشبث بيدها  ونحن نقطع الطريق الى بائع المثلجات نتحدث ... ، نغنى ... ، نتنفس حتى بعض الهواء ...تصحبنا السعادة مع كل تحركاتنا ....
لم نطل البقاء خارجا  بل وعدنا بعد اقل من ساعة الى المنزل  ....
الا ان كل مشاعرى تبدلت .... لقد عدت وانا احمل ذلك الشعور الاكيد من ان القدر وضع لى اشخاص يملؤون حياتى و دوما بجوارى لجعل ايامى افضل ...
ربما ابعدت تلك النزهة القصيرة افكارى عنى .. وخفضت من حرارة رأسى وجعلتنى امضى الساعات التالية لها ابحث عن هؤلاء الاشخاص الذين يشبهونك ...فيبدلون لحظاتى السوداء بساعات اكثر بهجة .... ابحث عنهم لا لشى ء سوى ان اسجل شكرا .... كهذا الذى تستحقينه الان ....
اختى .... شكراااااااااااااااا :)