20‏/06‏/2011

مكالمة هاتفيــة ...الووو

يرن جرس هاتفها يحمل اسم نفس المتصل  للمرة السادسة عشر خلال اربعة ايام كما يقول "سجل المكالمات" !
تتردد قبل ان تضغط على زرإستقبال المكالمة ....
- الو ....
- الو ... ازيك يا هرابة ؟ ...
تضحك خجلاً من تصرفاتها الطفولية معه بالفترة الأخيرة 
- اسفة ... مقدرتش اجى النهاردة ...
- ممكن اسألك سؤال ؟ 
لا ينتظر اجابتها فيستطرد :
اتى ليه مش عايزة تقابلينى ؟
تجيبه بلا صوت : "اريد هذا كما لم ارغب بشىء ابداً ، ولكنه الخوف "...
يجيبها من الناحية الآخرى وكأنه سمعها :
- انتى خايفة ؟!
تحدث نفسها بآسى :" وما سيكون غير هذا ؟"
يستطرد قبل ان تجيبه :
- متخافيش هرجعك سليمة .. ايديكى رجليكى عنيكى ...
يضحك ساخراً منها ، لم تستطع مشاركته ، لم تكن تخاف على نفسها منه ابداً فهو اقرب الاصدقاء منذ سنوات ، ولكن هذا التغيير الذى طرأ لها يجعلها تخاف من ردود فعل قلبها بقربه ، قلبها هذا الخائن لها ...
- وبعدين احنا مش صحاب ؟واقرب صحاب كمان ؟
تسأل نفسها :
" اتراه يدرك اننى نسيت فاراد ان يذكرنى عن تلك الصداقة ، بل أيعلم اننى قد اخونها يوماً بهذا الشكل ؟" 
تخرج تلك الفكرة من رأسها متنكرة :
" كيف له ان يعلم انى قد اخون صداقتنا فأحبه ،وانا لم اعرف انى قد احبه يوما كما افعل اليوم .. لم اعرف ابداً "
مازال يتحدث على الناحية الآخرى :
- كمان انا محتاجلك اوى ، فيه حاجات كتير عايز احكيهالك ...
تعلم مسبقاً ان كل حكاياته ستكون عنها ....
اكد لها هذا مستطرداً :
- انا مش مصدق انها قالتلى ان هى كمان بتحبنى ... بس حاسس انى ملخبط ... عايز اظبط حالى بسرعة ... مش عايز اخليها تستنانى كتير ....
تخونها دموعها فجأة  ، تكتم انفاسها فورا ، ألم يقل لها يوما :" انا بعرف حالتك من صوتك .. من بس صوت نفســك وانا بكلمك " ؟!
- المهم هنقدر نتقابل امتى بقى ؟ يناسبك بكرة ؟
لم تتمكن من إجابته بين دموعها المنهمرة ...
- الوو ... الوو .... إنتى لسة هنا ؟! الوووو .....
يغلق الخط ، يشتد بكائها المكتوم ، لم تعد تصدق اى مما يحدث ، 
لم تعد تستطيع تمثيل دور تلك الصديقة الصالحة التى كانت عليها منذ شهور ...
ستصارحه بإنها تحتاج لهدنة بسبب تشويش مشاعرها ، بل ربما تقول له ايضاً انها تحبه وليحدث ما يحدث !!
تنظر إلى هاتفها وكإنها بإنتظار شىء ما تعرفه ...
تمر دقيقتان يرن جرس هاتفها يحمل اسم نفس المتصل للمرة السابعة عشر خلال اربعة ايام كما يقول "سجل المكالمات" !
 "عن قصة مش حقيقية ... خالــــص "
 التدوينة السابعة عشر بـ حملة : دَوِنْ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق