05‏/03‏/2010

علاقة شتوية



تضرب قطع الثلج الصغيرة زجاج نافذتى فأصحو من نومى ،انها المرة الاولى التى اشعر بقيمة ان "نومى خفيف " اصحو من اقل الاصوات .
افتح النافذة سريعا وقد ارتسمت على وجهى ابتسامة واسعة اتبعتها بضحكاتى العالية..، فانا اعشق المطر فكيف يكون حالى اذا كانت تلك الامطار هى ثلوج .
اخرج يدى من النافذة لتلامس قطع الثلج وما ان احمل واحدة بين يداى حتى المسها لتذوب بين يداى فاشعر بالبرودة تسرى فى اواصل جسمى كله ، 
اضطرب قليلا عندما اسمع صوت انفجار قوى اشعر به قريب جدا وما تمر ثوانى الا وتضىء السماء كلها وكأنها لحظة انقشاع ظلام الليل وظهور نور الصباح غير ان خطوط الكهرباء التى ظهرت فى السماء تخرجنى من افكارى الوهمية عن طلوع الشمس فى مثل تلك الساعة المتأخرة من الليل .
انه الرعد والبرق كلاهما يدخلا الرهبة لقلبى ...، لا اعلم سر تلك الرهبة ولكننى لا استطيع منع دقات قلبى المضطربة من ان يعلو صوتها العنيف .
تختفى ضحكتى تماما ويظهر الخوف على ملامح وجهى انظر الى الشارع القاتم السواد ..، لا وجود لاى شخص فى الشارع حتى الاولاد الصغار الذين اعتدت ان اراهم كل شتاء يرقصون يغنون ويجرون بالشارع مع نزول المطر ... فلا وجود لهم .
كنت احب هولاء الصغار الذين صنعوا معى روابط علاقة سرية نجددها كل شتاء فكلانا نحب المطر وكلانا نستمتع به على طريقتنا ..، هل امتدت تلك العلاقة بيننا لنشعر بنفس الخوف فى نفس اللحظة ؟!!والا لما لا اجدهم يمرحون اسفل نافذتى كما اعتدت ؟؟
يتكرر الصوت مرة اخرى وتتكرر تلك الاضاءة التى اغلق عيناى خوفا من ان تطير بصرى ...
الاحظ الاستقرار على دقات قلبى ... افتح عيناى فيبهرنى شكل السماء المضىء ... انها ثوانى وربما اقل ... اجدنى افكر فى عظمة ما يحدث عظمة الصوت وعظمة الاضاءة وعظمة الاظلام وعظمة استمرار نزول الثلوج دون توقف ، ابتسم فجأة ... وانا اشعر بالرجفة تحتل جسدى لم تكن رجفة الرهبة تلك المرة ، انها رجفة الحب .
  لقد احببت الرعد والبرق كحبى للامطار ،احببتهم لا لشى الا لاننى ارى فيهم عظمة الخالق سبحانه  ....
 ...، اعود لضحكاتى مرة اخرى كلما عاد صوت الرعد او كهرباء البرق اصبح يبهرنى هذا لا يرعبنى .
ادهش عندما ارى الصغار يخرجون من منازلهم يجمعون بين ايديهم الثلج الابيض الذى غطى الشارع المظلم كل منهم يرمى بالكتلة الصغيرة التى جمعتها يداه على الاخر ..، بعضهم يصنع الاشكال بالثلج فى حركات سريعة وكأنهم يخشون على تلك الثلوج من الذوبان ...لا اعلم لما خرج الصغار من بيوتهم هل هو اغراء الثلوج الذى طغى على مشاعر الرهبة ام انهم شعروا بالعظمة كما شعرت ؟؟
لا يهمنى الان لما خرج الصغار فالمهم خروجهم لنتشارك معا ولو حتى عن بعد مثلك تلك العلاقة الشتوية الدائمة بيننا .



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق