31‏/03‏/2010

وعشقت الملل ...،



اتفقنا معا على هذا اليوم تحديدا ليكون موعدنا ...فهو اليوم الذى شهد تصريح كلا منا بحبه للآخر منذ عام مضى .
كان ليصبح يوما افضل لولا اننا اخترناه لنعلن فيه فراقنا اللا رجعة فيه .
ربما اخترنا ذلك اليوم تحديدا لنمحو به ذكرى اول ايام الحب بيننا ، وكأننا نقوم بمعادلة معمارية حقيقة فأزالة اول اساسات البنيان تتسبب فى انهياره كاملا بالتأكيد.
لقد اصبحنا نتساءل ماهذا الذى يربطنا ؟؟؟ هل هناك جدوى من استمرار علاقة لا نجد فيها ما يربطها ؟؟
لقد بدأ الجمود يتسرب لقلبينا وتأكدنا ان لا امل فى حب يعلو قامته الملل .
كان عقلى يطمئننى بين الحين والاخر اننى فعل الصواب ، فالمنطق هو افضل الحلول لمقاومة اللا منطق .
وبينما استجيب لكلمات عقلى يدب قلبى دبات قوية لا تمت للنبضات بصله وكأنها تعلن الثورة ... الغضب .... تعنفنى بقوة لا املك الفرار منها ، يحاول عقلى ان يجد لقلبى عذرا ... وكم اكره الاعذار ؟؟!!!
أقلبى احمق يكره التجديد ؟؟ كما قال عقلى .
ام ان قلبى صادق فيما يقول " انه حب حقيقى ... كيف تتركيه ؟؟"
ادعوه ليصمت فيزيد على كلماته كلمات، ينعتنى بالحمقاء وبأن عقلى غبى !!!
لقد تجاوز حدوده هذا القلب !!!
اراه يزيد من شدة ضرباته ... لن استجيب فانا " فى مهمة فراق رسمية " ولن اطيل البقاء .
ما هذا الذى يمنعنى من الرحيل ، لماذا تتعلق نظراتى به هكذا لعل النظرات كانت تطلق ثوراتها هى الاخرى لقد كانت تحدق تحدق به .
وكأنها تؤكد كم انا حمقاء لأستشعر سهولة الفراق!!
لقد اطلقت تلك النظرات الثائرة ثورات اخرى ... قدماى تثبت على الارض ...، ترفض ان تتحرك ، حتى كلمات الوداع تتلعثم فوق لسانى الذى يمنعها من الفرار فى تحدى واضح لى ...
ارى اسوار تبنى حولى تقيدنى ، ربما كانت وهمية للاخرين ... لا ادرى ... ولكننى اراها "منفى " الى عالم الثبات العميق .
فها هى النظرات تستمر فى تحديقها ... تتسمر قدماى ... والصمت  يتسلل داخلى اكثر واكثر الا من صوت دقات قبى الغاضبة .
خشيت كثيرا ان يسمع دقات قلبى هو الاخر ... فهو الوحيد الذى فك رموز وطلاسم هذا القلب منذ زمن !!
لم يعد لدى اى شك انه فهم نداءات قلبى ...، فانا اراه يتحرك نحوى وبقوة فاتحا ذراعيه واحتوانى داخلهما ...، اشعر بالتردد ثم الاستقرار الذى افتقدته طويلا ...، وكأننى وطأت ارض الوطن بعد اعوام واعوام من الغربة ...
لم يعد لدى اى رغبة فى مقاومة قلبى ...،بل انى سيطرت على تدفق افكار عقلى الغبية التى حرضتنى على ما كنت قد اوشك ان افعله .... وانا اردد بصوت مرتفع : " كم اعشق هذا الملل الذى يصيبنى وانا اغوص باعماق حبك ... طالما مرفأى دوما هو حضنك .... أحبك ".



هناك تعليق واحد: