20‏/06‏/2011

أحــــنُ لبيــــت


" انتى ايه حكاية البيوت معاكى ؟"
تسألنى صديقتى متعجبة لتترك لى تلك الدهشة "من نفسى" ، فانا لم ادرك فيما افكر وانا اضع تلك الأغانى فى قائمة واحدة لأسمعها اليوم ..
يزعجنا الآخرون حينما يكشفون الــآم ترمى نفوسنا ؟ بسرعة تسبقنا نحن أصحابها ورغم جميع إدعائتنا عن قربنا البالغ منها !!

كنت اردد قبلاً :"انا محتاجــة جدا لمينـــاء ســـلام " ، الم يعد ذلك الميناء كافِ لها بعد اليوم ؟!
املت "نفســى" وحشته ؟ ، افتقادى للناس خلاله ، ذلك التواصل الحميم الذى لم يعد موجود بدفتر مواعيد فارغ داخلى !!! وانا اوحد نفسى مع ميناء خالٍ ؟
أكانت تبحث عن حياة ممتلئة بالاشياء ؟وكنت اتعنت انا بهذا الميناء بحجة بعض السلام ؟!!
أتراها لم تعد ترغب بشىء سوى بيت ؟

حميمية الجدران ، صور رفاقها وصور آخرى تشبهنى معلقة هنا وهناك ...
ان تألف اصوات جيراناً وحركات دبدباتهم فوق سقفها ....
تهرب لذلك الكرسى - الذى رغبت فيه كثيراً لتريحها هدهدته بعد يوم عمل شاق - ، تقرأ كتاب او فقط تستمع لصوت ام كلثوم يغنى "انت عمرى " ....
تنقل عينيها بين قطتها التى تعبث بخيوط السجادة بالقرب منها، وبين الساعة المعلقة فوق الحائط تعد ثوانيها فدقائقها فساعاتها ... 
تلك الاشياء التى تفصلها عن قدومه ...
لتحتضنها عيناه وتقبلها كلماته ...
تنتابها الراحة اذ أتخذ اريكتها مقعداً يغوص داخلها، يسألها صوته:" ماذا اعدت لغدائهم ؟ ام سيكتفى برؤيتها لتحليته ! "
تشعر بالآلـفة مع اشياءه ملقاه هنا وهناك ، صوت التليفزيون الذى نسيه مذ الأمسِ دون ان يطفئه ، ولمساته التى لازالت عالقة على كوب مشروبه ...

ربما تفتقد نفسى لحميمية الأشياء ، ان يسكنها البعض بغير "رحيل" ، 
يصعب علىّ احياناً ان اتخيل انى قد ابرح ميناء سلامى الذى آلفت غربته 
ولكن لم يصعب على قط ان اتمنى ان اجد لى بيت ترحب به نفسى ...
نعم اعترف... أحنُ لبيــــت

امنـلي " بيت " مطرح منك ساكن

 التدوينة الثامنة عشر بـ حملة : دَوِنْ

هناك 6 تعليقات:

  1. من المؤلم ان تجدين بيت احلامك الذي جمعت كل حبة رمل فيه تسكنه اخرى .. حالك اقل هوانا عزيزتي ، ادعو الله ان يفرج همنا ويسعدنا ويريح قلوبنا

    ردحذف
  2. الله .. :)

    أنا بَحب التَّدوينات اللي من النُّوع دَه جداً ..
    ..
    تِلك البيُوت سَتسعنا وَحدَنا دُون الآخريين
    :):)

    ردحذف
  3. ربما تفتقد نفسى لحميمية الأشياء ، ان يسكنها البعض بغير "رحيل" ،
    يصعب علىّ احياناً ان اتخيل انى قد ابرح ميناء سلامى الذى آلفت غربته
    ولكن لم يصعب على قط ان اتمنى ان اجد لى بيت ترحب به نفسى ...
    نعم اعترف... أحنُ لبيــــت

    :)

    ردحذف
  4. عبد الرحمن

    ميرسى اوى منور المدونة :)

    رندة ابو رمضان :
    يااارب يا رندة إن شاء الله

    خباية :
    تسلميلى والله منورة دايما المدونة :)

    نســمة :
    :) :)

    ردحذف
  5. ربما تفتقد نفسى لحميمية الأشياء ، ان يسكنها البعض بغير "رحيل" ،

    دى جايه فى الصمييييييم

    اعتقد انى اخدت كفايتى من القراءه النهاردة
    مش عاوز ابوظ الحاله اللى عشتها مع كلماتك

    بجد

    ردحذف